Forums  
     
Environmental Disaster Looms Over Jieh  
     

Immediate action needed : Voice your opposition to the proposed landfill in Jieh.

Contact President Lahoud
Contact CDR
Contact PM Hariri at http://www.rhariri.com/ContactUs.asp

   

Wed.    15/04/2004:     Latest on the ongoing saga of finding a suitable landfill for Lebanon's waste                                     problem. By Habib Maalouf (from Assafir).

Wed.    05/11/2003:     An open Letter from Dr Nassif Azzi to Lebanese Env. minister Mr. Fares                                      Bouiez.   (from Assafir).

Sunday 02/11/2003:     Sit-In in Barja. Among the speakers MP Marwan Hamadeh who said "we are here                                      celebrating a requiem for the Landfill." Also Dr George N Azzi took a swipe at the                                      double standards of env. minister Mr. Fares Bouiez who opposed a landfill in his                                      electoral area while approving the one planned for Jieh.

Saturday 01/11/2003:   Delegation from Jieh presided by Municipal council president Dr George N Azzi                                       visits Mukhtara. MP Walid Jumblatt promises "the proposed Landfill will not                                       materialize ".

Thursday 30/10/2003: Habib Maalouf details in Assafir the CDR plan to be approved by the council of                                      ministers next week

Tuesday 28/10/2003:  A new article on the proposed landfill in Annahar.

Latest Development: A new meeting was requested with PM Hariri. Meeting is postponed due to PM                                     travel plans this week to Bahrain!!.

Sunday 19/10/2003:   Sit In in front of town hall in Jieh. Participants from surrounding area as well a MPs                                    Alaa Terro, Elie Aoun, Mohammad Hajjar and George Deeb. Deputies promise
                                   not to go against the wishes of the people.

Tuesday 14/10/2003: A Statement issued by Jieh Municipality president Dr George Azzi and the town's                                    two  mayors.

Monday 13/10/2003: Municpilaty president Dr George Azzi with neighboring towns presidents as well as                                    Mr Walid Jumblatt meets PM Hariri. Hariri adamant on the location of the landfill.

Friday 03/10/2003:    Habib Maalouf reports in Assafir that a "Political Distribution to the Waste                                    Problem" was  proposed.

                                  

 

Technical Opinion On the proposed Landfill

The projected solid waste plant in Jieh may be viewed by some as a bona fide development by the government of Lebanon to alleviate the enduring solid waste management problems that has created so many environmental hazards to the city of Beirut and its suburbs.

This article is to show that the impact of the projected plant in all its aspects, whether a composting plant, incineration or landfill is a potential environmental and economical disaster to the area of Jieh and its surroundings.

The town of Jieh, home to about 5000 people,located on the beach of southern Mt Lebanon,where the flow of water to the sea is as all over the Lebanese coast through winter torrents that dry up in summer. This surface drainage pattern, compounded by the karstic (limestone) nature of the relief that involves surface fissures,underground grottos,and shallow water table, makes this natural environment very sensitive to disturbance of the nature contemplated by this project.

Indeed, in their so-called "master plan" for all Lebanon, the plant at Jieh is to accomodate the garbage of Mt Lebanon and Beirut. Ironically this area has the highest concentration of urban population with about two third of the general population and a very large production of solid waste loads, practically 90% of the country's. The application of these loads on an environment as fragile as that of Jieh will lead to the doom of that area in an economical and environmental sense.

It is inconceivable that our town and its suburbs should take the garbage burden of the whole country.

By C. Azzi. MIT '88 Civil Engineer.

     

 

2003 Oct 03


توزيع <<سياسي>> لمطامر النفايات الخطرة:
الجية والطيبة وسرار ومزرعة بصفور

 

حبيب معلوف


 

 

 

اخيرا، تم التوافق بشكل ضمني على اختيار الاماكن الاربعة التي ستخصص لطمر جميع انواع النفايات المنزلية والصناعية والطبية و<<معالجتها>>، ونفايات المسالخ والوحول التي ستنجم عن معالجة المياه المبتذلة، والتي ستتحول الى بؤر تلوث ابدية، تطبيقا لقرار مجلس الوزراء السريع والمتسرع حول هذا الموضوع. عمليا يمكن القول ان التوافق على هذه الامكنة هو سياسي قبل ان يكون فنيا، كون الاثر البيئي لها لم ينجز بعد ،ولن ينجز على الارجح. والمواقع الجديدة، في أغلبيتها، كان مجلس الانماء والاعمار قد <<رعبن>> عليها منذ مدة طويلة. وقد رست بورصة المواقع على الاتي:
موقع بيروت وجبل لبنان تم اختياره في منطقة الجيه في خراج بلدة بعاصير، في موقع كسارة مقفلة. وبرغم التوافق السياسي والتغطية السياسية على اختيار هذا الموقع، الا انه ما زال يخضع لبعض الاعتراضات البيئية كونه قريباً جدا من بلدة الدبية والمنازل السكنية ومن مجرى مياه شتوي. وكان مجلس الانماء والاعمار قد اقترح مكاناً آخر في مرج برجا (في موقع كسارة ايضا)، الا ان التوافق عليه لم يتم.
وكشفت مصادر ل<<السفير>> ان هناك بعض المقترحات لإيجاد موقعين لجبل لبنان وبيروت وليس واحداً كما ورد في قرار مجلس الوزراء. الاول في الجيه، كما اسلفنا، لمنطقة جنوب بيروت وقسم من جبل لبنان، وموقع آخر لشمال بيروت والقسم الآخر من جبل لبنان (المتن وكسروان وجبيل). هو في منطقة حبالين في جبيل فوق موقع المكب الحالي. وهذا الموقع تحفظت عليه وزارة البيئة سابقا والجمعيات البيئية في المنطقة كونه على مجرى نهر شتوي ايضا وفي واد جميل، وان كان موقعه على مكب حالي بحاجة الى معالجة. كذلك تم التداول في موقع في كسارة مقفلة في المنصف القريبة من مفرق حاجز البربارة، لم يتم التوافق عليه حتى الساعة.
في الشمال، بات موقع سرار في عكار محسوما. وقد تم اختياره في موقع مكب للنفايات وموقع كسارة بعيدا من الاماكن السكنية، الا انه قريب من البحر. وكان اتحاد بلديات الفيحاء قد اختار موقعا في الخرنوبي في عكار، الا انه رفض. وعرض موقع اخر في شكا، رفض من وزارة البيئة على اعتبار ان المنطقة لم تعد تحتمل.
في البقاع، يبدو ان هناك توافقاً كبيراً على اعتماد موقع في قرية الطيبة في بعلبك.
في الجنوب، لم تحسم المواقع بشكل نهائي بعد. فما حصل حوله توافق سياسي غير صالح <<بيئيا>>، والمقبول بيئيا لم يتم التوافق حوله سياسيا. وقد رست بورصة المواقع على التالي: الموقع الاول والمرجح اكثر من غيره في مزرعة بصفور. بالرغم من بعد هذا الموقع، كما تفيد المصادر، عن الاماكن السكنية والثروة الحرجية، ووجوده قرب موقع زفاتة وكسارة، الا انه قريب نسبيا من المدينة الرياضية هناك. وتحفظ بعض الاهالي عليه. وتفيد المصادر ان مجلس الانماء والاعمار كان قد اقترح موقعا في بلدة انصار، وبرغم التوافق السياسي عليه نسبيا، الا ان اراء بيئية رفضته كونه قريباً من مجرى نهرين شتويين ومن الاماكن السكنية.
اقترح موقع اخر في منطقة جردية في حاصبيا. وقد تبين انه فوق مجرى نهري الحاصباني والليطاني. هذا وكان البعض قد اختار موقعا في برك راس العين في صور، وقد تم رفضه بقوة سابقا.
وكشفت المصادر انه يتم البحث حاليا في اختيار اماكن في كل قضاء لترحيل النفايات، لتسهيل عمليات النقل الى هذه المطامر. وتجدر الاشارة الى ان هذه المواقع في أغلبيتها تدرس من ناحية الابعاد فقط، وهي لن تدرس حسب ما يسمى <<دراسة الاثر البيئي>>، التي تحتاج الى وقت طويل (اكثر من شهرين)، بناء على ضغوط مجلس الوزراء ولجنة البيئة النيابية التي اعطت اللجنة الفنية عشرة ايام فقط!
والسؤال البديهي الذي يطرح الان: ما هو حجم ونوعية النفايات التي ستطمر في هذه المطامر <<الوطنية>>، بناء على مقترحات مجلس الانماء والاعمار التي وافق عليها مجلس الوزراء؟
يفترض ان يطمر في المطامر الوطنية من دون معالجة، او بمعالجة على طريقة (فضيحة) مكب الناعمه الشهيرة ما يقارب ال4000 طن من النفايات المنزلية الصلبة يوميا، بينها 4 الاف طن سنويا، من النفايات المنزلية المصنفة خطرة، حسب دراسة البنك الدولي العام 89. كما ينتج لبنان 188850 طنا سنويا من النفايات الصناعية الصلبة يفترض ان تحول الى هذه المطامر، بينها ما هو خطر بالطبع.
كما يفترض ان يتحول قسم كبير من نفايات المسالخ المقدرة بنحو 40 الف طن سنويا حسب دراسة البنك الدولي ذاتها. وتتلقى هذه المطامر من جهة اخرى نحو 11 طنا من النفايات الطبية الخطرة يوميا، اي ما يعادل 4 الاف طن سنويا. وتتوقع إحدى دراسات مجلس الانماء والاعمار ان تصبح الكمية 5 الاف طن في السنة العام 2010. ومن المقترح اخيرا ان تطمر ايضا في هذه المطامر الوحول التي ستنجم عن محطات معالجة المياه المبتذلة بعد إنشائها، والتي تقدرها احدى دراسات مجلس الاعمار ب252 طناً في اليوم والتي تحتوي، كما هو معلوم، على كائنات مجهرية يمكن ان تنقل الامراض، بالاضافة الى العديد من الملوثات.
واذ يقول البعض ان هناك محطات معالجة لهذه النفايات قبل طمرها، فإننا نذكر هذا <<البعض>> بالتجارب السابقة في الناعمه وبصاليم وزحله، وبأن الادارة لا تزال هي نفسها، وأن احدا لم يحاسب على ارتكابات الماضي. فهل نقول وداعاً للمياه الجوفية في لبنان؟

    Up  

 

 

2003 Oct 14

أهالي الجية يلتقون الحريري
          ويرفضون المطمر المقترح

 

 

اصدر رئيس بلدية الجية ونائبه ومختارو البلدة بيانا امس باسم الاهالي، سألوا فيه المسؤولين عن <<المعايير التي اختير على أساسها المكان>> (في الجية) و<<ضمن اي خطة وطنية متكاملة، علما بأن مخططا توجيهيا شاملا لترتيب الاراضي اللبنانية لم يقر بعد>>. ورأى البيان ان المكان المقترح لا ينطبق على المعايير الدولية لناحية قربه من الشاطئ ويمكن ان يهدد المياه السطحية في المنطقة ونهر الدامور. ورفض الاهالي انشاء المطمر على مجرى نهر سطحي معروف ب<<نهر الحمام>> الذي يشكل الامتداد الطبيعي لنبع الباروك، مذكرين بطبيعة الارض الصخرية التي تسهل تلويث المياه الجوفية. وتحدث البيان عن الاضرار التي ستلحق بالنواحي الاقتصادية والسياحية والاجتماعية، وكذلك من الناحيتين البيئية والصحية.
وتوقف البيان طويلا عند الناحيتين الادارية والتقنية وسأل: <<من هي الادارة التي تدير هذا الملف؟ أليست هي نفسها التي أدارت الملف سابقا والتي انتجت فضيحة مطمر الناعمة، الذي كان مخصصا للعوادم وطمرت فيه جميع انواع النفايات وقد امتلأ في سنتين بعدما كان مخصصا لعشر سنوات؟>>. وختم البيان بالرفض القاطع للأهالي لإنشاء هذا المطمر.
وكان وفد من رؤساء بلديات الجية وبعاصير والدبية وبرجا ودار المغارة يرافقهم النائبان وليد جنبلاط وعلاء الدين ترو قد اجتمعوا مساءً برئيس الحكومة رفيق الحريري، بحضور رئيس مجلس الانماء والاعمار جمال عيتاني، وتداولوا في الموضوع، ونقل المجتمعون ل<<السفير>> أن الرئيس الحريري حاول ان يقنع رؤساء بلديات المنطقة بجدوى المشروع وأنه كناية عن معمل لفرز النفايات. وعندما سأل احد الحضور عن مصير ما يتبقى من النفايات بعد فرزها، اوضح الحريري انها ستُنقل الى مطمر الناعمة. وفي حين ذكر متحدث آخر ان مطمر الناعمة قد فقد قدرته الاستيعابية، رد عليه بأنه ما زال لدى هذا المطمر قدرة اضافية.
وأكد الحريري، بحسب المصادر نفسها، انه لن يقبل بمتابعة السير بهذا المشروع في الجية اذا تبيّن ان هناك مياهاً سطحية في اثناء الحفر. وهذا ما ترك انطباعا امام الوفد بأن <<المشروع ماشي>>.
وكان الوفد قد اجتمع قبل ظهر امس إلى وزير البيئة فارس بويز الذي اوضح انه لم يطلع بعد على المواقع وتفاصيل الموضوع. وأكد انه لن يعارض إقامة مطمر في الجية اذا كان مستوفيا الشروط الفنية، كما اوضحت مصادر الوفد
 

 
 

14 Oct 2003

بيان باسم اهالي الجية

يرفض مطمر النفايات فيها

 

تلقت "النهار" بياناً باسم "اهالي الجية" وقعه رئيس البلدية جورج القزي ونائب رئيس البلدية علي بركات ومختاراها البر حاتم وابرهيم الحاج، سألوا فيه عن المعايير التي اختيرت على اساسها الجية لاقامة مطمر للنفايات، ومن ضمن اي خطة وطنية، ما دام المخطط التوجيهي الشامل لترتيب الاراضي اللبنانية لم يقر بعد؟ واورد البيان الحقائق والمعطيات العلمية والاقتصادية والسياحية والاجتماعية والبيئية والصحية والادارية التي لا تسمح باقامة المطمر، وهي:

"اولاً - من الناحية العلمية:

1- من المتعارف عليه دولياً انه لا يمكن انشاء مطمر للنفايات على الشاطئ بالقرب من مياه البحر. والمكان المقترح لا يبعد سوى بضعة مئات من الامتار عن الشاطئ.

2- لا يمكن انشاء مطمر اذا كانت المياه الجوفية قريبة من سطح الارض. ومن المعروف ان المياه الجوفية في تلك الناحية سطحية (اقل من عشرة امتار)، وان اي تلوث سيطال كل المنطقة، بما في ذلك الجية والسعديات ونهر الدامور وما تشكله من طاقة انتاجية عن المستوى الزراعي.

3- لا يمكن انشاء مكب للنفايات الى مجرى سطحي معروف بنهر الحمام والذي يشكل الامتداد الطبيعي لنبع الباروك الذي يغذي منطقة الشوف بكاملها.

4- ان طبيعة الارض الصخرية والمعروفة بشقوقها وفراغاتها ومغاورها تسهّل تسرب المواد السائلة (Leachate) والتي هي في غاية التلوث، الى المياه الجوفية القريبة جداً من سطح الارض.

5- ان المكان المقترح للمطمر يقع في واد للجهة الشرقية من البلدة حيث يهب النسيم الشرقي العليل كل مساء في اتجاه الاحياء القريبة جداً، والمكتظة بالسكان.

ثانياً - من الناحية الاقتصادية والسياحية:

1- سيحدث تلوث المياه الجوفية القريبة من سطح البحر كارثة اقتصادية خطيرة جداً، لجهة الاضرار الجسيمة التي ستلحق بالمزارعين الذين يشكلون السواد الاعظم من اهالي الجية وسكانها والذين ليس لهم اي مصدر عيش آخر.

2- سيضرب المكب الحالة السياحية المتنامية التي شكلها ويشكلها شاطئ الجية الجميل منذ عشرات السنين، حيث اقيمت وتقام المشاريع السياحية الرائدة; هذا الشاطئ الذي سبق لبعثة "ايرفد" ان صنفته، في الستينات من القرن الماضي، سياحياً خاصاً.

3- ان ضرب هذين القطاعين يحرم مئات العائلات اللبنانية من مصدر عيش كريم قد يودي بها الى اليأس والهجرة; ناهيك عن ضرب قطاعي العقارات والبناء.

ثالثاً - من الناحية الاجتماعية:

1- ان هجرة المواطنين من تلك الناحية ولا سيما الجية وضهر المغارة والدبية وبعاصير وحارة بعاصير ومرج برجا والبرجين اكيدة لا محالة.

2- ان ضرب الاقتصاد بالمرفقين الاساسيين، الزراعة والسياحة، يؤدي الى تفاقم حالة العوز والبطالة وبالتالي اليأس.

رابعاً - من الناحية البيئية - الصحية:

ان تلويث المياه والهواء وانتشار الروائح النتنة سيؤدي حتماً الى تفشي الامراض، خصوصاً ان المنطقة المقترحة للمطمر محاطة بأحياء سكنية مكتظة (قصوبا، حارة الكنيسة، النبي يونس، بعاصير وغيرها).

خامساً - من الناحية الادارية والتقنية:

اذ نشير الى كل تلك الحقائق والمعطيات نسأل:

من هي الادارة التي تدير هذا الملف؟ أليست هي نفسها التي ادارت الملف سابقاً والتي انتجت فضيحة مطمر الناعمة؟ هذا المطمر الذي كان مخصصاً للعوادم والذي طُمرت فيه جميع انواع النفايات;  وصاحب القدرة الاستيعابية التي تمتد الى عشر سنوات واذا به ينتهي بسنتين. هل فتح مجلس الوزراء تحقيقاً في هذا المطمر؟ ولماذا يصر المجلس على تعميم التجربة الفاشلة والكارثية؟ من سيعالج مطمر الناعمة؟ وما هو مصير المواطنين الابرياء؟ كان المطمر هو الحل فإذا به يستحيل مشكلة... معقدة وخطيرة!

نود اخيراً ان نذكر المسؤولين كافة، بأن الجية التي تشكل ارثاً تاريخياً مشتركاً للمسيحيين والمسلمين، والتي فوق رمالها التي تحضن آثار بورفيريون حيث اشيد مقام النبي يونس التاريخي الى جانب اول كنيسة بنيت في لبنان في القرن الخامس ميلادي، والجية، التي عاشت الحرب بمراراتها واهوالها، والتي كان لها نصيبها من الكوارث والنكبات التي حلّت بالبلاد، والجية، التي بدأت من عشر تتعافى وتخرج من النفق المظلم لتعود فتشكل النموذج الوطني الذي يحتذى به، والجية، التي تكاثرت فيها المشاريع الانمائية، ولا سيما منها الزراعية والسياحية والتربوية والسكنية،

هذه البلدة الشوفية المتواضعة، والتي نالت حصتها من المشاريع المضرة بيئياً، مثل المعمل الحراري ومرفأ المحروقات واخطاء الاوتوستراد والاستملاكات، واخيراً كارثة مجارير المياه الآسنة المتدفقة صبح مساء بين الاحياء السكنية المكتظة مخلّفة الامراض والاوبئة، وقد طاولت آثارها مياه البحر،

ان هذه البلدة لا يمكنها بأي شكل من الاشكال ان تتحمل كارثة بيئية كمثل التي سيشكلها هذا المشروع المزعوم اي المطمر".

 

Up


الثلثاء 28 تشرين الاول 2003

 

أهالي الجيّة يعترضون على انشاء معمل لفرز النفايات:

أخطاره صحية وبيئية وهدفه ضرب مقوّمات السياحة

الجية - من عامر زين الدين:

هاجس مشروع انشاء معمل لفرز النفايات في الجية يثقل كاهل اهالي البلدة البالغ عددهم نحو 12 الف شخص، اضافة الى اهالي القرى التي تحوط الموقع الذي اختير مكانا للمشروع، وهي الدبية وبعاصير وظهر المغارة وبرجا. هذه المساحة (للمشروع) البالغة عشرات آلاف الامتار كان قسم منها موقعا لاحدى الكسارات التي عملت لنحو 6 سنوات، وما كاد قرار مجلس الوزراء يدخل حيّز التنفيذ في موضوع الكسارات والمرامل حتى بوشر تفكيك معداتها. وحين طرح مجلس الانماء والاعمار هذا المشروع مكانها بات الاهالي يترحّمون على كل سيئات الكسارة من الحجم الكبير في منطقة ملاصقة بمعظمها للاماكن والتجمعات السكنية امام حال هي اكثر خطورة على الوضعين الصحي والبيئي لموقع يحوي اصلا مغارتين اثريتين تردّد ان عمق إحداهما نحو 75 مترا وتتصل بالبحر، كما افيد عن مجرى مياه في وسط الوادي في اتجاه المياه الجوفية والمساحات الزراعية. ويطل المكان ايضا على المواقع والاماكن السياحية على طول الشاطئ في الجية، من مسابح ومتنزهات وغيرها.

وهذه الاماكن كانت تستقطب يوميا ما بين الفين وثلاثة آلاف سائح من لبنان والخارج، وهي ملحوظة اصلا في روزنامة لبنان السياحية. والاهالي الذين قاموا بسلسلة تحركات ضد مشروع اقامة المعمل بين قراهم، اكدوا تفعيل تحركهم على كل  المستويات، ولاسيما ان صرخات اهالي الناعمة والقرى المحيطة جرّاء وجود مكب للنفايات بالقرب منهم لا تزال تدوي في آذانهم.

والتقى الاهالي لهذه الغاية رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، ونقلوا عنه وقوفه الى جانبهم في رفض اي خطر صحي وبيئي قد يصيبهم، وخصوصا ان البيئة تشكل الهاجس الاول لديه، كما التقوا مع النائب جنبلاط رئيس الحكومة رفيق الحريري في حضور رئيس مجلس الانماء والاعمار جمال عيتاني للبحث في الموضوع.

 

ترو

النائب علاء الدين ترو الذي تابع التحرك، اكد "انه من الطبيعي رفض كل مشروع يأتي بهذا الشكل الغامض من قبلنا ومن قبل الاهالي والجمعيات والبلديات والنواب. كان تحركنا لابداء الاعتراض رسميا وشعبيا، ويحكى اليوم انه معمل لفرز النفايات عموما، وان النفايات التي ستطمر لن تتعدى الـ15 في المئة، وهذا كلام غير مقنع".

اضاف: "لقد التقينا النائب جنبلاط ومن ثم رئيس الحكومة الذي شرح تقنيات المشروع واكد ان هناك دراسات تجرى في هذا الشأن، والى حين الانتهاء منها سنرفض اقامة المشروع، لا سيما انه سيؤدي الى مشكلات بيئية للقرى المحيطة، وفي ضوء الدراسات طبعا سيكون للبلديات والاهالي موقفهم ونحن سنكون الى جانبهم في أي قرار سيتخذونه، وهذا ما قاله ايضا النائب جنبلاط". ولفت ترو الى "غياب الثقة بالمتعهدين الذين ينفذون المشاريع بحيث يتحدثون عن مواصفات عالية ومهمة، وعند التنفيذ لا نرى شيئا منها، كما حصل في مكب الناعمة وغيره، حيث أخذوا يرمون النفايات في شكل عشوائي ومن دون اي فرز او تبخير لها، بحجة ان معمل الكرنتينا لا يستوعب كل هذه النفايات، واذا كان هذا الامر سيطبق ايضا في الجية، فمن الطبيعي ان نرفض المشروع برمته وقبل البدء بتنفيذه".

واشار ترو الى "اننا نتفهم بأن النفايات يجب ان يتم ايجاد المكان المخصص لها، ولكن اذا كان هذا المكان سيشكل ضررا بيئيا وصحيا على المواطنين، فعندها ستكون سيئاته وأخطاره أكبر بكثير، وكل القرى المحيطة بالمكان هي اصلا بحاجة الى عدد من المشاريع. لكن هذا النوع منها لا يعزز بقاء الاهالي كما لا يحفظ لهم البيئة النظيفة في منطقة هي من أجمل المناطق السياحية في لبنان".

وأكد ان "موقف النائب جنبلاط واضح في الوقوف الى جانب الاهالي في أي قرار يتخذونه في هذا الخصوص".

 

القزي

من جهته أكد رئيس بلدية الجية جورج نادر القزي "ان الاهالي لم يتحملوا فكرة اقامة مشروع مماثل في مكان كسارة الكجك فتوش خصوصا انه لا يوجد اي شرط من شروط اقامة المكب. يقولون انه يجب ان يبعد عن السكان أكثر من الف متر ونحن لا نبعد عنه 50 مترا، وانه لا يسبب أضرارا وروائح وغيرها، علما ان كل سيارة عليها ان تصل الى المكان تسير وسط الحي السكني. ويؤكدون انه يجب ان يكون بعيدا عن المياه، فيما كل مياه المجرى، والمياه الجوفية تمر وسطه، كما ان مياه البحر قريبة جدا منه". واضاف: "يأتي المشروع بعدما حولنا بلدتنا، بجهدنا وجهد كل الاهالي، من منطقة منكوبة في اثناء الحرب الى مدينة سياحية تجلب زهاء ثلاثة الاف سائح في اليوم طوال فصل الصيف، لنرى بعد ذلك اننا بتنا على مسافة هي اقل من الف متر عن معمل للنفايات يسبب كارثة قد تحل بنا وبأولادنا في حال أنجز المشروع". وقال: "معظم الذين التقيناهم في مجلس الانماء والاعمار ووزارة البيئة يعلمون ان المكب مكانه غير مناسب، لكن مجلس الانماء لا يزال يصر على تنفيذ المشروع. وامام هذا الواقع، من واجبنا التحرك لشرح الموقف الحقيقي بأن القرار مجحف وظالم".

وانتقد القزي طرح استملاك المباني السكنية المحيطة بالمكان والتي يعترض اصحابها على المشروع، معتبرا ان "ثمة خمس قرى تتضرر من الامر، اضافة الى فرع جامعي (الجامعة العربية) يبعد نحو 500 متر، فهل هذا معقول؟ اننا نكتشف خطة لضرب المنطقة بكاملها"، داعيا المسؤولين الى التفكير مليا قبل اتخاذ القرار النهائي.

ونوّه بموقف النائب جنبلاط "الرافض لاي خطر صحي وبيئي يهدد الاهالي، ولاعلانه الوقوف الى جانبهم بعدما قمنا بزيارته في المختارة. وهو في النهاية المكلف الدفاع عنها".

ونقل القزي عن جنبلاط مطالبته الحريري باعادة النظر في المشروع، وقوله انه لا يجوز ان نقهر الناس. في حين ليس من المفترض تنفيذ اي قرار قبل الحصول على موافقة البلديات المعنية. ولفت القزي الى خطوات عديدة ستتخذها البلديات والاهالي لمواجهة المشروع، لانه "في النهاية نفضّل بقاء نفاياتنا في منازلنا على ان يأتوا بنفايات لبنان الينا"، معتبرا ان "الطريقة التي جرى طرح المشروع فيها كانت عشوائية ومن دون ان تتم دراسة المنطقة جيدا او تقويم الاثر البيئي فيها".

واعتبر ان "كل الحجج التي تعطى الان للناس واهية ولا تقنع احدا منهم". وحمّل القزي الرئيس الحريري مسؤولية تنفيذ هذا القرار الخطير، لانه "المسؤول اصلا عن مجلس الانماء والاعمار وعن هذا المشروع تحديدا".

 

من اوستراليا

من جهة اخرى، ناشد مغتربو الجيّة في اوستراليا الرؤساء الثلاثة في بيان اصدروه، التدخل لمنع اقامة مطمر للنفايات في بلدتهم "لما يحمله من تلوث للبيئة وما يعنيه من دفع المغترب الى البقاء في اغترابه وحمل المقيم على الهجرة مجددا".

واشاروا الى "ان مغتربي الجية في اوستراليا الذين كانوا السباقين في ارساء السلم الاهلي ونموذج التعايش المشترك، وهم الذين بدأوا باعمار ما هدمته الحرب في بلدتهم بمبادرة اغترابية جماعية سبقت صندوق المهجرين وارست المداميك، واعلت البناء، وقررت خوض الحياة مجددا ايمانا بالوطن وتأكيدا على التشبث بأرضه، هؤلاء المغتربون يرون احلامهم اليوم تتبخر".

وتساءلوا: "اي عودة يريدونها ومطمر النفايات يكلل بلدتنا من الشرق على ارض غنية بالمياه السطية مما يعني تلوث المياه الجوفية، اضافة الى المعمل الحراري على مدخلها الجنوبي الذي يلوّث دخانه اجواءها ومياه الصرف الصحي تمر في وسطها، وكأنه محكوم عليها ان تكون سلة مهملات". وختم البيان: "اننا في اوستراليا نضم صوتنا الى اهلنا في الجية والبلدات والقرى المجاورة، ونهيب بالمسؤولين اعادة النظر في قرارهم لان المطمر، في حال اقامته، سيقضي على الآمال السياحية في بلدتنا وعلى مشاريع كثيرة وكبيرة اردناها ان تكون في بلدتنا ووطننا، وتريدها القرارات الرسمية ان تبقى خارج الوطن".

Up

       

Oct 30 2003

تقرير الفنية للنفايات إلى مجلس الوزراء:
7 مطامر ومحطة ترحيل في كل قضاء

حبيب معلوف


أنهت اللجنة الفنية المكلفة من مجلس الوزراء لاختيار مواقع المطامر الاربعة للنفايات اعمالها، ورفعت تقريرها الى مجلس الوزراء الذي يُفترض ان يعرضه في اول جلسة له.
إلا ان هذه اللجنة اختارت سبعة مواقع بدلاً من اربعة. <<زيادة خير>>، أو على الاصح زيادة في بؤر التلوث. هذه المواقع التي سبق ل<<السفير>> ان كشفت عنها، هي على الشكل التالي: لبيروت وجبل لبنان تم اختيار موقعين، الاول في الجية، كما بات معروفا، والثاني في بلدة المنصف في قضاء جبيل. وإذ تم الاعتراض بشكل كبير على موقع الجية، يجري التداول في الكواليس الآن بتخصيص هذا الموقع للفرز فقط، على ان يتم توسيع مطمر الناعمة ليستقبل نفايات اضافية. وتوقعت مصادر متابعة ألا يمر هذا الاقتراح بسهولة نظرا للاعتراضات السابقة من اهالي المنطقة، ولا سيما <<تجمع إقفال مطمر الناعمة>>.
في منطقة البقاع تم اختيار موقع للطمر في الطيبة في بعلبك (لا اعتراضات تُذكر حتى الساعة عليه)، بالاضافة الى المطمر الحالي في زحلة، الذي تتحفظ عليه مصادر بيئية عديدة لقربه من نهر الليطاني، والذي يمكن ان يتحول الى <<مطمر ناعمة>> ثان.
لمنطقة الجنوب تم اقرار الموقعين اللذين كشفت عنهما <<السفير>> ايضا، وهما مزرعة بصفور في النبطية، وموقع آخر في بنت جبيل. وبالرغم من الاعتراضات عليهما ولا سيما على الموقع الاول، لا يظهر ان هناك بدائل مقترحة عنهما حسب مصادر اللجنة الفنية. إلا أن مصادر اخرى كشفت ل<<السفير>> ان متعهد انشاء معمل صيدا، الذي بدأ بردم البحر حاليا تمهيدا لتملك المساحة المردومة والمعمل بعد فترة زمنية محددة، يحضّر نفسه لكي يستوعب كل نفايات منطقة الجنوب.
أما في منطقة الشمال اخيرا، فقد استراح مختارو موقع سرار في عكار من أي اصوات معترضة.
ويُفترض حسب الخطة المقترحة ان يتم انشاء معمل فرز ومعمل تسبيخ قرب كل مطمر باستثناء مطمر زحلة الذي لن يقام بقربه معمل تسبيخ. وقد رد البعض السبب لقرب المطمر من
الاماكن السكنية، والتخوف من انبعاث الروائح عن معمل التسبيخ، في حين قالت مصادر أخرى إن السبب يعود الى رفض البنك الدولي الممول، إقامة معمل تسبيخ.
محطات الترحيل
بالإضافة الى ذلك، تقترح الخطة إقامة <<محطة ترحيل>> في كل قضاء، باستثناء المناطق التي تم اختيارها كمواقع للطمر. وهي محطات يتم تجميع النفايات فيها تمهيدا لنقلها الى مواقع المطامر و<<المعالجة>>. أما مواقع هذه المحطات، كما كشفت عنها مصادر اللجنة الفنية، فهي على الشكل التالي:
في الشمال، تم اختيار بلدة مجدليا (تحت زغرتا)، وطرابلس (قرب المكب الحالي)، وأنفه في الكورة، ووادي إده في البترون.
في جبل لبنان، تم اختيار موقع في ذوق مصبح في كسروان في المدينة الصناعية، ومحطة قرب مطمر بصاليم في أحد مقالع نهر الموت، بعد أن يتم إلغاء الكرنتينا والعمروسية، بالإضافة الى محطة في الشويفات في المدينة الصناعية.
في البقاع، تم اختيار موقع محطة ترحيل في الهرمل، وموقع آخر في الدكوة لمنطقة البقاع الغربي وراشيا.
في الجنوب، تم اختيار ثلاث محطات ترحيل، الاولى في حاصبيا والثانية في جزين والثالثة في صور قرب محطة تكرير المياه المبتذلة، مع الأخذ بالاعتبار موقع صيدا الحديث.
وأشارت مصادر اللجنة ايضا الى ان وزارة البيئة رفضت اقتراح مجلس الإنماء والإعمار الذي عُرض على مجلس الوزراء والذي يقضي بمعالجة جميع انواع النفايات في هذه المواقع، مصرة على ان تخصص للنفايات الصلبة المنزلية فقط، وعلى ان تخصص المطامر للعوادم والردميات فقط.
أما عن الوحول المفترض ان تنجم عن محطات معالجة الصرف الصحي، فتقول المصادر ان المقترح هو فحصها اولا للتأكد من مكوناتها، وتبعا لذلك فإنها يمكن ان تضم الى المواد المسبخة، حسب نوعيتها، ويمكن استعمالها بعد ذلك إمّا في الاراضي الزراعية، او في اعادة تأهيل مواقع المقالع، او وضعها مع العوادم، إذ يمكن ان تُطمر وتُستعمل كغطاء يومي للمطامر.
وتؤكد المصادر نفسها انه ليس هناك اي امكانية لمعالجة النفايات الصناعية الآن وفي هذا المشروع. أما النفايات الطبية ونفايات المستشفيات فتوضح المصادر انه يمكن طمر بعض هذه النفايات في المطامر المذكورة إذا تم تعقيمها وفقا لما ورد في المرسوم رقم 8006 الذي ينظم هذه العملية.
وتنفي المصادر أن تدخل الى هذا المشروع وهذه المطامر نفايات المسالخ، كما ورد في اقتراح مجلس الانماء والاعمار، وهي تعتبر ان هناك طريقتين لمعالجة هذه النفايات؛ معالجة لاهوائية، غير متوفرة حتى الآن، او تسبيخها، وهذه الطريقة تتطلب وقتا اطول من النفايات العضوية. وتجدر الاشارة الى ان هناك طريقة ثالثة تقوم على طبخ بقايا هذه المسالخ (بعد استعمال الجلود في الدباغات)، ومن ثم تجفيفها وتحويلها الى اعلاف حيوانية. وقد كان في لبنان مصنع مماثل في منطقة الكرنتينا تم إقفاله لعدم التزامه بالشروط، وبعد انتشار مرض جنون البقر الذي تم رد اهم اسبابه الى استخدام العلف الحيواني.
وعلى الرغم من ذلك، لا تزال الخطط المقترحة مدار شك وتخوف عند المصادر البيئية، كون العبرة هي دائما في حسن التنفيذ والالتزام بالخطط، وجدية المراقبة. ولعل التجارب السابقة غير المشجعة، كتلك التي حصلت في الناعمة ومعمل الكورال في الكرنتينا، هي التي تشكل الهاجس الأكبر عند المعترضين والمشككين اليوم، والخائفين على تكرار المخالفات من دون محاسبة، وعلى تلويث الهواء والتربة والمياه الجوفية، والهدر في البيئة والمال العام.
وتخوفت مصادر أخرى من أن تكون المواقع المقترحة في الاقضية (المذكورة) كمحطات لترحيل النفايات اليوم، هي مقدمة لاستخدام بعضها مطامر جديدة في المستقبل، كون المطامر المقترحة لن تكفي إلا لسنوات معدودة إذا طمرت فيها جميع انواع النفايات كما هو مرجح!

 

    Up  

Nov 05 2003

إلى وزير البيئة:

لما المنصف من دون الجية؟

ناصيف قزي

في غمرة الأحاديث عن النفايات، وفرز النفايات، ومطامر النفايات، هل يسمح معالي وزير البيئة أن نضم صوتنا الى صوته، في دفاعه عن المنصف، وأهل المنصف، وعن كل تلك الناحية الجميلة من جبل لبنان الأخضر، الجبل الذي لا تشحُّ فيه الينابيع؟
هل يسمح معالي الوزير أن نضم صوتنا الى صوته، في دفاعه عن مناطق سكنيَّة وسياحيَّة، في وجه غول النفايات القادم من جاهليَّة مجلس الإنماء والإعمار؟
هل يسمح أن نقف الى جانبه في وعد قطعه ل<<ناخبيه>>، يقضي بعدم السماح بتمرير مشروع المطمر في المنصف؟
معالي الوزير، بالقدْر الذي نؤيِّد فيه دفاعك عن حقوق الناس في بلاد جبيل وعن الطبيعة فيها، ندعوك إلى أن تكون منصفاً وعادلاً... لأن العدالة، ليست استنسابيَّة!
ألا ترى أن ما هو حق في المنصف هو حق في الجيَّة؟
أتَذْكُر يا معالي الوزير ما قلته لوفد إتحاد بلديات إقليم الخروب، يوم جاءك، منذ بضعة أسابيع، سائلاً عن حقيقة ما نشرته الصحف من أن خطة لإنشاء مطامر جديدة للنفايات هي في طريقها الى مجلس الوزراء؟
أتَذْكُر ما قلته، من أنكم مضطرون إلى القبول ب<<مطمر الجية>>، حتى ولو لم تتوافر له الشروط البيئيَّة الموضوعيَّة، إذا لم يتأمن مكان آخر؟
أليس في هذا الكلام ما يغيظ العدالة ويغتال الحق، ولا سيما أننا سمعنا منك ما قلته في شأن المنصف؟
وإذا كانت الجيّة، تلك البلدة الشوفيَّة العريقة، لم تعد في دائرة <<المناطق الممتازة>>، بعد أن توالت عليها النكبات، وبعدما عاش أهلها ما عاشوه من ويلات طيلة فترة الأحداث التي عصفت بلبنان؛ وإذا كانت الجيَّة اليوم بلدة مهملة ومهمشة، فإنها تبقى منارة تاريخيَّة وموقعاً مميزاً.
الجيَّة هي منذ الستينات من القرن الماضي، وبحسب المخطط التوجيهي للأراضي اللبنانيَّة، منطقة سياحيَّة خاصة وبامتياز. إنها الشاطئ الرملي الجميل الذي اختاره الله ليأمر السمكة الكبيرة بقذف يونان النبي فوق كثبانه، فيذهب للتبشير في نينوى.
الجيَّة هي برفيريون العظيمة، مدينة الأرجوان، التي بُنِيَت فوق أرضها واحدة من أولى وأعظم كنائس لبنان في القرن الخامس للميلاد. وما زالت آثارها جاثمة فوق الشاطىء تنتظر من ينتشلها من أيدي المارقين والعابثين، ومن يعيد اليها فسيفساءها الكبير الذي نقشت عليه آية يونان.
الجيَّة هي مقام النبي يونس، قبلة المؤمنين من كل صوب، وقد شكَّل ويشكل إرثاً تاريخياً مشتركاً للمسيحيين والمسلمين، هؤلاء الذين تواجدوا فوق أرضها.
الجيَّة هي قصر الإمارة الشهابيَّة الشتوي، يوم كان كبير الرحالة ارنست رينان ينقِّبُ في آثارها، ويوم أهدت الست حسن جهان قطعة كبيرة من فسيفساء كنيستها الى نابوليون الثالث، الذي اودعها متحف اللوفر.
الجيَّة هي جماعة من المزارعين المسيحييِّن الذين شكلوا مع جماعة من الفلاحين المسلمين، مجتمعاً نموذجياً، بعد أن تملكوا الأرض بعرق الجبين.
هي، في تسميتها وفي واقعها، <<الأرض الطيِّبة>> التي تفوح خصوبة على مر الفصول. وكم زقَّ أسلافنا المياه العذبة من ينابيعها التي ترشح من الأرض بمحاذات الشاطئ، على امتداد الثمانية كيلومترات؛ كم زقُّوا المياه العذبة على أكتافهم وفوق الهامات، قبل ان تأتي <<الدفَّاشات>>، ليزهو الوطن من أقصاه الى أقصاه، بخسِّها وخضرتها التي استحالت رمزاً ومثالاً.
الجيَّة هي أيضاً نهر الحمام الذي تحدث عنه الرحالة، والذي اكتست ضفتيه بالقصب، فكانت قصوبا كبرى أحياء الجيَّة، ومقصبة حاضنة مقام مار جرجس فيها، على مجرى هذا النهر، يا معالي الوزير، الذي يشكل امتداداً لنبع الباروك، والذى لا يشح قبل نهاية الصيف، ارتأى جهابزة مجلس الإنماء والإعمار، إقامة مكبهم، معللين ذلك بشتى الحجج الواهية.
الجيَّة، يا معالي الوزير، هي أخيراً، تاريخ من الدم والدموع، استحال سِفر عودة بعد طول تهجير. لقد عاد الناس الى الجيَّة، بعد الحرب، قبل الدولة؛ افترشوا الأرض قبل أن يصير لهم منازل؛ وأكلوا الحصى والتراب قبل أن تصل كاريتاس...
ألم تسمع يا معالي الوزير بأن أعداداً من مهاجرينا الى استراليا عادوا فأقاموا، وبمبادرات فردية، مشاريع زراعيَّة <<بيولوجيَّة>> نموذجيَّة؟
ألم تسمع بمشاريع الجيَّة السياحيَّة المميَّزة، المترامية على طول الشاطئ، والتي تستقطب عشرات الآلاف من رواد السباحة في فصل الصيف، بعيداً من حضارة الإسمنت؟
إننا نطالبكم يا معالي الوزير، باسم هؤلاء الناس، بأن تعملوا بمقتضى ضميركم، وأن تعمدوا الى تعميم مرافعتكم عن المنصف، فتدافعوا عن الجيَّة، من موقعكم كوزير للبيئة، لتحوِّلوها، من مطمر منشود للنفايات بغير حق، كما يراها بعض السماسرة، الى محميَّة تكون أنموذجاً للزراعة والسياحة معاً، كما كانت وستبقى أنموذجا للعيش معاً.
إننا ندعوكم، يا معالي الوزير، الى استبدال هذا المشروع الصفقة، بالمشاريع التي يطرحها البيئيون، والتي هي أقل كلفة وأقل ضرراً.

  Up

April 15 2004

لا حوار بين بويز والحملة الوطنية لإدارة النفايات
اختيار مطمر جديد لمنطقة بعبدا عاليه في كفرشيما

حبيب معلوف

أنجزت <<اللجنة التقنية>> المكلفة من قبل مجلس الوزراء إعادة النظر بتقريرها الثاني واختيار أماكن جديدة <<في كل قضاء>> لمعالجة وطمر النفايات، وهي منكبّة الآن على صياغته بشكله النهائي. وكشفت مصادر اللجنة ل<<السفير>> انها وجدت اخيرا موقعا جديدا في منطقة بعبدا عاليه، تابع عقارياً لبلدة كفرشيما (منطقة سليخ)، وذلك لكي يخدم منطقة بعبدا وعاليه وقسما من نفايات بيروت التي ستوزع على بقية الاقضية المجاورة ولاسيما على موقع الجيه بعاصير (ضهر المغارة). كما ستؤكد اللجنة في تقريرها أنها لم تجد اماكن جديدة في منطقة كسروان.
وهكذا ترسو آخر بورصة لمواقع المطامر على الشكل التالي: للمنطقة الخدماتية في محافظتي البقاع وبعلبك الهرمل تم اختيار موقع مطمر زحلة الحالي للعوادم وآخر في الطيبة في بعلبك بالاضافة الى مراكز للفرز والتسبيخ في منطقة الدكوه في البقاع الغربي وراشيا والهرمل.
أما المنطقة الخدماتية في محافظتي الشمال وعكار تمّ اختيار مواقع الطمر في منطقة سرار في عكار وفي موقع الروضة في المنية/الضنية وفي منطقة مجدليا في زغرتا وفي كفرحزير في الكورة وبسبينا في البترون، بالاضافة الى مواقع للفرز والتسبيخ في بساتين طرابلس (في العقارات المجاورة للمكب الحالي) على ان توزع العوادم المنتجة من مكب طرابلس على الاقضية المجاورة، بالاضافة الى موقع للفرز والتسبيخ في منطقة برحليون في بشري.
اما المنطقة الخدماتية في محافظتي الجنوب والنبطية فقد تم اختيار مواقع الطمر في بلدة القرية (في مقلع قديم شرق صيدا) لطمر عوادم صيدا وجزين على ان تكون المعالجة في صيدا في المعمل الذي تتولى إنشاءه بلدية صيدا حالياً. كما تمّ اختيار موقع للطمر في منطقة جويا (موقع مقلع قديم) في صور وموقع مطمر آخر في بلدة انصار في النبطية وموقع في شقرا برعشيت في بنت جبيل وموقع مطمر رابع في بلاط في مرجعيون (في موقع مقلع قديم ايضا) الذي يخدم حاصبيا ايضا. بالاضافة الى موقع للفرز والتسبيخ في حاصبيا.
اما المنطقة الخدماتية في محافظتي بيروت وجبل لبنان فقد تمّ اختيار موقع للطمر في الجيه بعاصير في موقع ضهر المغارة (الشوف) على ان يستمر الفرز في الكرنتينا والتسبيخ في الكورال في المتن بالاضافة الى الاستمرار في طمر الاحجام الكبيرة في بصاليم المتن. اما المطمر الثاني المختار في جبل لبنان فهو في منطقة حبالين في جبيل، بالاضافة الى الموقع الجديد المختار في كفرشيما، كما ذكرنا. هذا بالاضافة الى مركز للمعالجة والتسبيخ في الشويفات (عاليه).
مع العلم أن كل المواقع المذكورة المختارة للطمر سيكون بجانبها مواقع للفرز والتسبيخ.
لم يتغيّر شيء في التقرير الثالث والجديد اذاً، سوى بإضافة مواقع جديدة بناء على توصية وإصرار مجلس الوزراء، بالرغم من تحذيرات اللجنة التقنية في تقريرها السابق من زيادة عدد المواقع والتي يترتب عليها زيادة الكلفة اكثر من 60 في المئة وزيادة المخاطر البيئية لناحية إمكانية تهديد التربة والمياه الجوفية بالتلوث الاكيد مستقبلاً.
هذا وكشفت مصادر اللجنة ان احدا لم ولن يدرس الاثر البيئي للمواقع المختارة الذي يتطلب اكلافا ووقتا اضافيين، في وقت تبدو الحكومة مستعجلة لأمرها نظراً لوصول مطمر الناعمة الذي يستوعب حالياً أكثر من نصف نفايات لبنان الى الذروة.
في الوقت نفسه لم تصدر اي ردود فعل من قبل وزير البيئة فارس بويز على الاعتصام الرمزي الذي نفّذته أمام الوزارة السبت الماضي <<الحملة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة>>، التي طالبت الوزير والوزارة بضرورة التدخل عبر الصلاحيات الممنوحة للوزارة، بموجب قانون إنشائها وبموجب قانون البيئة الذي صدر مؤخرا عن مجلس النواب، لوضع الاستراتيجية والسياسات المطلوبة لادارة هذا الملف، وتوجيه اللجنة التقنية ومجلس الوزراء معاً على السبيل القويم، لوقف التخبّط والعشوائية في إدارة هذا الملف ولعدم تمرير <<التوجهات السياسية>> (وليس <<التقنية>>) المطروحة الآن. كما كشفت مصادر الحملة ان الوزير بويز لم يفتح باب الحوار معها بعد بالرغم مما جاء في البيان الصحافي لمدير عام الوزارة الذي كلفه الوزير بالرد على الحملة والاعلان عن الاستعداد للحوار. هذا في حين ترى مصادر متابعة ان الملف سيذهب الى التأجيل مرة خامسة نظراً لغياب القرار والتوافق ومن يتحمّل المسؤولية في هذه المرحلة.

    Up
———————————————————————————————————————————
JiehOnline® For more info please email webmaster